التنقل .. القوة الدافعة نحو المستقبل

Jameel MotorsDubai, UAE
11 مارس، 2025
Jameel Motors10 دقيقة للقراءة
Jameel motors

لطالما كان التنقل حجر الأساس في مسيرة عبد اللطيف جميل منذ تأسيسها عام 1945 ، أي قبل نحو 80 عاماً.  واليوم، ومع اقتراب قطاع النقل العالمي من أكبر تحول يشهده منذ اختراع السيارة، يظل التنقل ركيزة أساسية في مستقبل الشركة، تماماً كما كان في ماضيها.

تشغل جاسمين وونغ منصب الرئيس التنفيذي  لقطاع التنقل في عبد اللطيف جميل، إلى جانب قيادتها للعلامة التجارية الدولية للشركة في قطاع التنقل، جميل للسيارات.

انضمت جاسمين إلى الشركة منتصف عام 2023 لتتولى قيادة تطوير وتنمية وإدارة أعمال التنقل في عبد اللطيف جميل على مستوى العالم.

وقبل انضمامها إلى عبد اللطيف جميل، أمضت عدة سنوات في قيادة أعمال شركة “إنشكيب” في الصين الكبرى وسنغافورة.

التقينا جاسمين وونغ للحديث عن دورها، ورؤيتها للفرص الواعدة في قطاع التنقل، وخططها لدفع عجلة النمو في المستقبل.

Jasmmine Wong, Vice President Mobility - Abdul Latif Jameel
جاسمين وونغ (王玉平)
الرئيس التنفيذي لقطاع التنقل
عبد اللطيف جميل

س: ما هي أبرز المحطات في مسيرتك المهنية قبل انضمامك إلى عبد اللطيف جميل؟

جاسمين وونغ: انضممت إلى عبد اللطيف جميل قبل نحو عام ونصف، ويبدو الأمر وكأنه حدث بالأمس، لكن الوقت مضى بسرعة مذهلة! لقد كانت رحلة ملهمة، وغنية بالتجارب، ومثمرة بكل المقاييس.

عندما أكملت دراستي لنيل ماجستير إدارة الأعمال من “إنسياد” (INSEAD)، لم يكن في نيتي العمل في قطاع السيارات. لطالما أحببت السيارات، لكنني لم أتخيل يوماً أنني سأبني مسيرتي المهنية في هذا المجال

بدأت مسيرتي المهنية كمتدربة إدارية في شركة “يونيليفر” (Unilever)، ثم أمضيت 12 عاماً في “نستلة” (Nestlé)، حيث كنت أعمل بشكل رئيسي في ماليزيا، وأمضيت بعض الوقت في أوروبا، حيث كنت مسؤولة عن تطوير وإطلاق المنتجات في جميع أنحاء آسيا. 

خلال تلك الفترة، تعرفت إلى ستيفان برومهارد، الذي كان حينها الرئيس التنفيذي لشركة “إنشكيب بي إل سي”  (Inchcape plc)، وهي مجموعة عالمية متخصصة في توزيع وبيع السيارات، تتخذ من لندن مقراً لها. في ذلك الوقت، كانت “إنشكيب” تبحث عن شخص لإدارة أعمالها في سنغافورة، فاغتنمت الفرصة وعدت إلى هناك مع عائلتي. بعد حوالي ست سنوات، تمت ترقيتي لتولي مسؤولية بناء فرع للشركة في الصين، حيث تعاملت مع العديد من الشركات المصنّعة للمعدات الأصلية  (OEMs)، ومن بينها “تويوتا”، كما تابعت عن كثب أحدث التقنيات، مثل السيارات الكهربائية، وشاركت في عمليات الاندماج والاستحواذ.

وخلال تلك الفترة أيضاً، بدأت أتعرف بشكل أعمق على عبد اللطيف جميل وسمعتها القوية في صناعة السيارات. وأُتيحت لي الفرصة لاحقاً للقاء حسن جميل، ومن خلاله تعمّقت في فهم فلسفة الشركة ورؤيتها الطموحة للتوسع. وعندما علمت أنهم يبحثون عن شخص لبلورة رؤيتهم قي قطاع التنقل، ودفع خططهم للتوسع العالمي، شعرت بحماس كبير. فقد وجدت في هذا الدور فرصة مثالية تجمع بين مهاراتي وخبراتي السابقة في التعامل مع شركات تصنيع السيارات، ومعرفتي العميقة بالتقنيات الحديثة، وعمليات الدمج والاستحواذ، إلى جانب إمكانية إحداث تأثير ملموس على الساحة العالمية.

لقد كانت رحلة مثيرة، وكنت متحمسة جداً لأكون جزءاً منها.

س: ما الذي جذبك بشكل خاص إلى فرصة الانضمام إلى عبد اللطيف جميل؟

جاسمين وونغ: من أكثر الأمور التي لفتت انتباهي منذ البداية هي العلاقة الاستثنائية والمتينة التي تجمع عبد اللطيف جميل بشركة تويوتا. خلال عملي مع إنشكيب، كنت أواظب على حضور الفعاليات العالمية، ولاحظت دائماً أن عبد اللطيف جميل كانت في طليعة المشهد إلى جانب تويوتا. بالطبع، كانت “إنشكيب” تتمتع بعلاقة جيدة مع تويوتا، لكن العلاقة التي تربط عبد اللطيف جميل بالشركة بدت لي فريدة من نوعها، بل ومتميزة عن أي شراكة أخرى. ومع مرور الوقت، ومع تعمقي في معرفة الشركة، والتعرّف على إرثها العائلي العريق، ورؤيتها الطموحة، وقيمها الراسخة، ونهجها الإداري، والطريقة التي تدير بها علاقتها مع تويوتا، أدركت سر هذه الشراكة الفريدة. هذه ليست سمات يمكن لأي شركة مساهمة عامة أن تستنسخها بسهولة. لقد رأيت في هذا النهج أسلوباً جديراً بالإعجاب، يتميز بالإيجابية والنجاح، ويشكل نموذجاً عالمياً في إدارة الأعمال.

س: كيف تصفين شعورك كونك واحدة من قلة من النساء اللواتي يشغلن مناصب قيادية في قطاع السيارات؟

جاسمين وونغ: لقد أصبحت معتادة على ذلك الآن. عندما أحضر فعاليات الشركات المصنّعة للمعدات الأصلية (OEMs)، غالباً ما أجد نفسي المرأة الوحيدة في القاعة. وبحكم قلة عدد النساء في هذا المجال، لطالما شعرت بالحاجة إلى إثبات جدارتي باستمرار، وإبراز قدراتي بما يفوق التوقعات، وأحياناً أكثر من بعض الزملاء الرجال. هذا الواقع يتطلب مني بذل جهد مضاعف لترسيخ مكانتي، وبناء العلاقات، والتأكد من إيصال صوتي بوضوح. لكنني كنت محظوظة بالحصول على الفرصة في شركة “إنشكيب” – والآن في عبد اللطيف جميل – لإثبات أن النساء قادرات تماماً على قيادة أعمال ناجحة في هذا القطاع. لقد استُقبلت بحفاوة داخل عائلة عبد اللطيف جميل، ولا أتوقع، ولا أتلقى، أي معاملة خاصة كوني امرأة. لا شك أن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق توازن أكبر بين الجنسين في صناعة السيارات، لكنني متفائلة بأن التغيير قادم.

س: ما هي مسؤولياتك الرئيسية  كرئيس تنفيذي لقطاع التنقل في عبد اللطيف جميل؟

خلال رحلتي إلى الهند، حظيت بفرصة زيارة شركة تويوتا لتطوير إكسسوارات السيارات –  الشرق الأوسط (TADME) الخاصة المحدودة، الهند، وهي مشروع مشترك بين شركة تويوتا موتور وعبد اللطيف جميل.
كان من دواعي سروري أن ألتقي فريقنا المتميز على أرض الواقع، بقيادة الرئيس التنفيذي منور شيخ، والذين يعملون بكل جهد لترجمة قيمنا المشتركة إلى واقع ملموس في كل ما يقومون به يومياً.

جاسمين وونغ: أتولى مسؤولية إدارة أعمال قطاع التنقل في عبد اللطيف جميل على مستوى العالم.

إنه دور واسع النطاق ومليء بالتحديات، وأنا أستمتع به كثيراً. يتركز دوري على دفع عجلة النمو، سواء العضوي أو عبر عمليات الاستحواذ والشراكات، في مختلف القطاعات. ويشمل ذلك أسواق السيارات الرئيسية لدينا، مثل السعودية، وتركيا، والصين، واليابان، وشمال إفريقيا، حيث ندير عمليات توزيع وبيع السيارات إلى جانب أعمالنا في مجال قطع الغيار. كما تمتد مسؤولياتي إلى قطاع الآليات الثقيلة ومعدات مناولة المواد، بالإضافة إلى استثماراتنا في المشاريع المشتركة، مثل استثمارنا في شركة جريفز إلكتريك موبيليتي (Greaves Electric Mobility)، و”تادمي” (TADME) في الهند.

حالياً، أتنقل بين سنغافورة، حيث أُقيم، ودبي بالإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك، فإنني أقضي نحو ثلاثة أرباع وقتي في السفر، متنقلة بين مختلف فروع الشركة وأعمالها حول العالم.

س: بعد سنوات من العمل في قطاع السيارات، ما هي، برأيك، أبرز التحولات التي شهدها القطاع خلال هذه الفترة؟


(من اليسار إلى اليمين) فادي جميل ، نائب رئيس مجلس الإدارة للعمليات الدولية، عبد اللطيف جميل؛ وانغ شونشنغ ، نائب المدير العام لشركة جي أيه سي موتور الدولية؛ جاسمين وونغ الرئيس التنفيذي لقطاع التنقل، عبد اللطيف جميل؛ وايت وانغ، المدير العام لشركة جي أيه سي إنترناشيونال لمنطقة إفريقيا، في حفل افتتاح وكالة جي أيه سي موتور الجديدة الرائدة، التابعة لشركة جميل للسيارات مصر، أبو رواش، منطقة الجيزة بالقاهرة، مصر، نوفمبر 2023. 
مصدر الصورة: عبد اللطيف جميل

جاسمين وونغ: من أبرز التغيرات التي شهدتها هو التحوّل نحو السيارات الكهربائية. وقد اكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال من خلال عملي في الصين، التي تُعد رائدة ومبتكرة في كهربة قطاع السيارات. هذا التطور – إلى جانب التقنيات المستدامة الأخرى مثل الهيدروجين والميثانول – لا يقتصر على كونه قفزة تكنولوجية، بل إنه يُعيد رسم ملامح السوق ويُحدث تحولاً جذرياً في بنيته. فالقيمة الإجمالية لسلسلة التوريد باتت تشهد تحولاً جذرياً.

كما أن طريقة شراء السيارات تتغير أيضاً، حيث يتم شراء السيارات الكهربائية بشكل متزايد عبر القنوات الرقمية. وهذا يتطلب تكاملاً سلساً بين المنصات الإلكترونية والميدانية، كما يفرض أسلوباً جديداً في التواصل مع العملاء. لذلك، أصبح لزاماً على فرق المبيعات والتسويق لدينا إعادة ابتكار طرق بيع السيارات والتفاعل مع العملاء الحاليين والمحتملين، من خلال اعتماد أسلوب تواصل جديد كلياً يتماشى مع طبيعة هذا السوق المتطور.

واستجابةً لهذه التطورات، تتجه معظم الشركات المصنّعة للسيارات (OEMs) إلى نموذج “الوكالة” بدلاً من نموذج التوزيع التقليدي. وفي هذا النموذج الجديد، يتولى الوكيل مسؤولية التعامل المباشر مع العملاء، بينما تتولى الشركة المصنّعة كافة الجوانب الأخرى، مما يشكل تحولاً هيكلياً كبيراً في الصناعة.

علاوة على ذلك، نشهد دخول شركات تصنيع جديدة إلى السوق، خاصة من الصين، وهي تقدم سيارات كهربائية بأسعار تنافسية وجودة عالية. هذه ليست سوى بعض الاتجاهات الكبرى التي ستشكل ملامح القطاع في السنوات القليلة المقبلة.

س: دون الإفصاح عن أي تفاصيل سرية، ما هي الاستراتيجيات التي ستقود نمو جميل للسيارات خلال السنوات الخمس المقبلة؟

كان من دواعي سروري زيارة وكالة لكزس في نيريما وكذلك عبد اللطيف جميل اليابان ، برفقة شيغيكي إنامي (榎並滋喜) وكوجي ناغاتا (永田浩司)  حيث أتيحت لي الفرصة لتجربة العمليات النموذجية لوكلاء السيارات في اليابان عن كثب. تجسد هذه التجربة عمق العلاقات القوية التي تربط عبد اللطيف جميل بشركائها، والتي جعلتنا أول شركة مملوكة أجنبياً تتم دعوتها لتشغيل وكالة لشركة لكزس في اليابان، وتحديداً في نيريما – طوكيو، عام 2005. واليوم، أصبحت هذه الوكالة واحدة من فروع جميل للسيارات اليابان الحائزة على جوائز في خدمة العملاء.

جاسمين وونغ: إحدى أولوياتي الرئيسية هي ترسيخ عقلية النمو الديناميكية عبر جميع جوانب الأعمال.

بطبيعة الحال، تميل المؤسسات الكبرى إلى التركيز على حماية أعمالها وحصتها السوقية، وهو أمر طبيعي تماماً. لكن هدفي الأساسي هو تعزيز عقلية النمو، بحيث لا نقتصر على حماية أعمالنا القائمة وحسب، بل نعمل بنشاط على تحفيز النمو المستدام واستغلال الفرص الواعدة التي نراها في السوق.

س: برأيك، ما مدى أهمية السوق الصينية لنمو عبد اللطيف جميل في المستقبل؟

جاسمين وونغ: أصبحت الشركات الصينية المصنّعة للسيارات (OEMs) تحتل موقع الصدارة كأكبر مُصدّر عالمي للسيارات منذ عام 2023، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في التصاعد. فاستثماراتها لا تقتصر على تصنيع المركبات وحسب، بل تمتد أيضاً إلى تطوير التقنيات المتقدمة، وهو ما يشكل عاملاً جوهرياً في تحول الصناعة.

ما يميز الشركات الصينية هو طموحها الاستثنائي لتحقيق النجاح واستعدادها التام لتحمل المخاطر، مما يمنحها سرعة غير مسبوقة في الابتكار والتطوير. وبفضل هذه الديناميكية، تمتلك هذه الشركات جميع المقومات التي تؤهلها لتشكيل مستقبلها خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

والسؤال الحقيقي هنا: هل ستنضم إلى هذا الزخم المتسارع، أم ستختار مقاومته؟ فإذا قررت الانضمام، فلا بد أن تكون سريعاً ومرناً بالقدر الكافي لمواكبة وتيرة الابتكار والتنفيذ لديهم، وإلا ستجد نفسك متأخراً عن الركب.

من اليسار إلى اليمين): السيدة/ جينغ فو، المدير العام لشركة ينتشوان عبد اللطيف جميل تويوتا لبيع وخدمة السيارات المحدودة؛ السيدة/ جينغ غاو، المدير العام لشركتي عبد اللطيف جميل تويوتا (ووهان) لبيع وخدمة السيارات المحدودة وشركة عبد اللطيف جميل لكزس (ووهان) لبيع وخدمة السيارات المحدودة؛ السيدة/ أنيتا زو، مدير عام العمليات في عبد اللطيف جميل للسيارات – الصين؛ السيدة/ جاسمين وونغ، الرئيس التنفيذي  قطاع التنقل في عبد اللطيف جميل؛  السيد/ جورج وانغ، المدير العام في عبد اللطيف جميل للسيارات – الصين؛  السيد/ شيجيه تشو، المدير العام لشركة عبد اللطيف جميل تويوتا (تشينغداو) لبيع وخدمة السيارات المحدودة؛  السيد/ شينغوي وانغ، المدير العام لشركة عبد اللطيف جميل تويوتا (ليشان) لبيع وخدمة السيارات المحدودة.

نحن في عبد اللطيف جميل لدينا حضور راسخ في السوق الصينية منذ أكثر من 25 عاماً، حيث نعمل كموزعين وتجار تجزئة لعلامتي تويوتا ولكزس في ثماني مدن رئيسية ضمن أربع مقاطعات، مما يعزز مكانتنا كشريك استراتيجي في هذا السوق الديناميكي.

س: ما هي أولوياتك هذا العام مع الشركة؟

جاسمين وونغ: خلال العام الأول مع الشركة، ركّزت بشكل كبير على التعرف على فريقي وتوسيعه عند الحاجة. قضيت الكثير من الوقت في السفر إلى بلدان مختلفة، ولا أزال أتنقل بينها، بهدف فهم عملياتها بشكل أعمق والتعرف على الفروقات الدقيقة في كل سوق.

الآن، ومع اكتمال الفريق، بات لدينا رؤية استراتيجية واضحة للنمو، سواء من خلال التوسع العضوي أو عبر عمليات الاستحواذ والشراكات. كان العام الأول بمثابة مرحلة تأسيس، ركّزت خلالها على استيعاب هيكل الشركة وبناء الفريق الأمثل لتحقيق الأهداف المنشودة.

نطمح إلى تحقيق إنجازات سريعة وملموسة تسهم في تعزيز الزخم ودفع عجلة النمو، لتشكل قاعدة انطلاق قوية للسنوات المقبلة ضمن استراتيجيتنا الخمسية..

لا شك أن التحديات ستكون كبيرة، لكنني متحمسة لقيادة المرحلة القادمة من النمو وتحقيق رؤيتنا الطموحة.

Jameel Motors
Jameel Motors
دانية عقيل : نجاح يتخطى الحدود في رياضة السيارات