استعد لانطلاق السيارات الذكية
وصلت صناعة السيارات إلى مفترق الطرق – لكن الاتجاه الذي ستسلكه معروف. فالمستقبل أخضر، ومبيعات السيارات الكهربائية بلغت 10 ملايين سيارة في عام 2020، وهو ما يمثل زيادة تقدر بـ 43٪ مقارنة بالعام السابق، وارتفاعا هائلا في الحصة السوقية بنسبة 70٪ .[1]
وتشير بعض التوقعات إلى احتمال تسيير أكثر من 200 مليون مركبة كهربائية على الطريق عالميا بحلول عام 2030[2]. كما أن انخفاض التكلفة الإجمالية لملكية المركبات التي تعمل بالهيدروجين، والمتوقع لها أن تصبح أرخص مقارنة بالمركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات بحلول عام 2026[3]، سيدعم رجحان كفة السيارات الصديقة للبيئة وسيؤدي في نهاية المطاف إلى اختفاء أنواع المحركات التي تعتمد على حرق الوقود.
على صعيد آخر، يظل التطور المستقبلي لتجربة القيادة نفسها أمرًا ضبابيا – أو لنقل أنه على الأقل غير معلن عنه بالشكل الكافي. والتغير الجذري لن يمس فقط الميكانيكا ومواد التصنيع والوقود المستخدم، بل سيشمل كذلك طريقة تعامل السائق مع مركبته وتراجع التدخل البشري تدريجيا أمام آلية التشغيل.
لو أن شخص ما كان ذا سلطة وتنازل عن أرض أو صلاحية لشخص آخر، فهو يسمح له بأن تكون هذه الأرض أو تلك الصلاحية له.
المستقبل “ذكي”… حسنًا. قد تكون هذه العبارة متواترة وشائعة الاستخدام في عالم الأعمال. ولكن فيما يخص المركبات، ماذا تعني كلمة “ذكي” بالنسبة لك، وبالنسبة لي، ولأي شخص آخر خاض تجربة “المرآة، الإشارة، المناورة” التي عفا عليها الزمن وأصبحت جزءا من الماضي؟
هل “السائق التقليدي” لن يصبح له وجود قريبا؟
دعونا نتعامل أولاً مع هذا التعبير الذي يعد وثيق الصلة بالمركبات “الذكية”: القيادة الذاتية.
يشمل هذا المفهوم نطاق واسع من الخدمات والميزات التي تبدأ بمساعدة السائق من خلال لمس بعض الايقونات المضيئة وتصل إلى “الجلوس والاستمتاع بالرحلة” اعتمادا على القيادة الذاتية بالكامل. ولأغراض المعيارية، قام القائمون على هذه الصناعة بتقسيم هذه الأنظمة إلى ست فئات:[4]
- المستوى 0: تقديم التحذيرات والمساعدة من آن إلى آخر، بدء من استخدام المكابح في حالات الطوارئ ووصولا إلى تنبيهات النقاط العمياء.
- المستوى 1: التوجيه أو دعم التسارع / الفرامل، مثل توسط الحارة أو التحكم التكيفي في ثبات السرعة (ACC).
- المستوى 2: التوجيه ودعم التسارع / الفرامل، مثل توسط الحارة والتحكم التكيفي في ثبات السرعة.
- المستوى 3: القيادة الذاتية / الآلية في ظل ظروف معينة، مثل سائق الازدحام المروري.
- المستوى 4: القيادة الذاتية / الآلية في ظل ظروف معينة (دون الحاجة إلى دواسات أو عجلات توجيه).
- المستوى 5: قيادة ذاتية بالكامل في جميع الظروف والأحوال.
في الوقت الحالي، يتجاوز عدد السيارات القليل المتاح للشراء عتبة المستوى 2 ، بينما تجرى الآن العديد من التجارب في المستوى 3 في ظروف تخضع لرقابة، ومن المنتظر أن تنطلق تجارب المركبات الخاصة التي تنتمي للمستوى 4 على الطرق الرئيسية بحلول عام 2024 أو 2025. و يقوم المصنعون، الذين يتوقعون سيطرة تلك السيارات التي تسير آليا بشكل كامل على الطرق، بتصنيع مركبات تضع تعريفا جديدا لمفهوم القيادة.
نحو مستقبل أكثر ذكاءً
تعتبر شركة تويوتا موتور كوربريشن والتي تعد من أقدم شركاء عبد اللطيف جميل للسيارات، من رواد صناعة التنقل.
وهي تقوم في المرحلة الحالية بتطوير نهج خاص بتكنولوجيا القيادة الذاتية/ الآلية يقوم على شقين. وتهدف منصة السلامة “Guardian” الخاصة بتويوتا إلى “المزج الآمن للتحكم في السيارة بين السائق ونظام الذكاء الاصطناعي، ومشاركة الأدوار لتحقيق الاستفادة القصوى من مهارات الطرفين”[5]. وتطلق تويوتا على هذا النظام “التحكم المختلط”.
اما النهج الثاني الذي تطوره تويوتا فيطلق عليه اسم “Chauffeur” وتعني “السائق” ، وهو يقوم على أحدى تقنيات القيادة الذاتية/ الآلية التي تسمح للمركبة بالسير بمفردها دون إشراف بشري. وتستهدف هذه السيارة أولئك “الذين لا يستطيعون القيادة أو يختارون عدم القيادة بسبب العمر أو العجز أو أي سبب آخر”. وتلك السيارة مصممة لغرض الاستفادة من أنظمة الذكاء الاصطناعي (AI) للقيام بوظيفة القيادة بمنتهى الدقة (ويتشابه ذلك مع المستويين 4 و 5)[6]
بالإضافة إلى ذلك، يتم تمويل أحدث الأبحاث التي تتمحور حول تلك التقنيات المترابطة التي تسهم في تشكيل حياتنا كلها من خلال شركة رأس المال الاستثماري “تويوتا فينتشرز”. فتقنيةApex.AI ، على سبيل المثال، تقوم بتطوير حلول برمجية معتمدة لأنظمة التنقل المستقلة مثلApex.OS ، التي تعتمد على نظام تشغيل آلي. في الوقت نفسه تقوم Nauto بإنشاء منصة تعلم سلوك السائق اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، والتي تقوم بتحليل المليارات من نقاط البيانات لغرض التنبؤ بالمخاطر ومنعها ويشمل ذلك القيادة المشتتة. وكما هو معتاد من تويوتا، لا يمثل التنقل سوى جانبًا واحدًا فقط من رؤية أكثر شمولية تضم في الوقت نفسه الروبوتات والمدن الذكية والذكاء الاصطناعي والطاقة والمزيد.
كما أن شركة ريفيان التي أحدثت ثورة في مجال السيارات الكهربائية – وهي الشركة التي كانت عائلة جميل من أوائل المستثمرين الرئيسيين فيها – تتبوء مكانا بارزا في طليعة صفوف رواد التكنولوجيا المستقبلية. وهي تقوم بتطوير نظام شحن يقوم على تقنية الذكاء الاصطناعي، والذي يمكن أن يجعل بطارياتها تعمل لمدة أطول ثلاث مرات مقارنة بالبدائل التقليدية. وتأتي مركباتها، التي تقوم على العديد من البرمجيات، مزودة بأنظمة متعددة تم تحميلها مسبقًا ويمكن تحديثها من خلال الطريقة ذاتها التي نستخدمها مع تطبيقات الهاتف المحمول، وهي تتحكم في بعض الخصائص مثل مراقبة السائق، وإدارة الحرارة، ومساعدة السائق الذي لا يستخدم يديه في القيادة.
وتبعد “ريفيان” عن مركز الشركة الوحيدة المصنعة للجيل التالي، وهي تعمل بأحدث ما تم التوصل إليه في مجال التكنولوجيا الذكية. وتقدم شركة “تسلا” الرائدة في المجال ما يطلق عليه اسم أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS) وذلك عبر تقنية الطيار الآلي، والتي تقع ضمن المستوى 2 من التشغيل الآلي. وتشمل الخصائص والميزات: التحكم في السرعة وفقا لحركة المرور، وتوسط الحارة المرورية آليا، وتغيير الحارة المرورية آليا، وتوقف السيارة ذاتيا، والقيادة شبه المستقلة على الطرق السريعة. وتهدف التقنية إلى بلوغ المستوى 4 وحتى المستوى 5 من التشغيل الآلي في نهاية المطاف.
على صعيد آخر، توجه الأسماء التقليدية استثمارات هائلة بهدف مواكبة تلك العلامات التجارية المتطورة. وتدعي تقنية سوبر كروز من كاديلاك، المتوفرة من خلال CT6 2018-2020 و 2021-2022 CT4 و CT5 و “اسكاليد”، وطرازات ليريك 2023 القادمة ، تدعي أنها توفر أول تقنية مساعدة حقيقية في القيادة بدون استخدام اليدين للطرق[7]. وتعتمد هذه التقنية على تحديد المواقع بدقة في الوقت الفعلي فضلا عن الكاميرات وأجهزة الاستشعار وبيانات خرائط “ليدار” للمساعدة في اكتشاف المنحنيات على الطريق. كما يمكن لهذا التقنية إجراء تغييرات في الحارة عند الطلب. وقد تم تسجيل أكثر من 7 ملايين ميل من القيادة اعتمادا على تقنية سوبر كروز حتى الآن.
وتأتي سيارات فولكس فاجن جولف وباسات الآن مزودة بتحكم ذاتي في المسافات، وهو ما لا يوفر فقط إمكانية المحافظة على السرعات المحددة مسبقًا ولكن أيضًا على المساحات الآمنة فيما يتعلق بالمركبات المحيطة. وتتفاعل أنظمة الرادار والكاميرا المدمجة مع إشارات المرور، فتكتشف تلقائيًا التغييرات المطلوبة في حدود السرعة.[8]
وتأمل “بي إم دبليو” إطلاق أول مركبة ذاتية القيادة من المستوى 3 (في ظل ظروف محددة للطريق) في وقت لاحق من عام 2022 وذلك عبر الفئة السابعة سيدان. وتشمل التكنولوجيا مجموعة من الأجهزة والبرامج القادرة على معالجة البيانات بسرعة تفوق سيارات “بي إم دبليو” الحالية ب 20 مرة، بدعم من برنامج ADAS من الشريك “موبيل آي”.[9]
في الوقت نفسه، أطلقت أودي سيارات أودي كيو 8 ذاتية القيادة في مدينة ووشي بالصين – لتمثل التجربة الأولى للقيادة الذاتية في العالم على الطرق العامة مع اتصال V2X (اتصال المركبة بكل شيء)[10]. وبصفتها مدينة ذكية واعدة، تعتبر ووشي قاعدة اختبار مثالية لمثل هذه المركبات ذاتية القيادة عالية المستوى، والتي توقف السيارة تلقائيًا استجابةً للمركبات والمشاة، وتتجنب مركبات الطوارئ، وتتوافق وتتزامن مع خدمات إشارات المرور V2I (علاقة المركبة بالبنية التحتية).
وفي مرحلة وضع التصورات، كشفت أودي النقاب عن المزيد من الخطط فيما يتعلق بالمركبات ذاتية القيادة في فئات الفخامة والرياضة بالأسواق. إذ يتميز تصميم اودي جراند سفير شديد الفخامة بأدوات تحكم يمكن طيها لتوفير مقاعد اللونج في الأمام[11]. أما طراز سكاي سفير الرياضية فقد إزدادت طولا بمقدار 10 بوصات عندما تحولت إلى وضع القيادة الذاتية.[12]
ومع وجود مثل هذه المجموعة من التقنيات في الأفق، ليس من المستغرب أن تتجه الصناعة نحو الازدهار. فمن المتوقع أن يشهد سوق السيارات ذاتية القيادة، والذي قدرت قيمته بحوالي بنحو 1.64 مليار دولار أمريكي في عام 2021 ، انتعاشا ليبلغ أكثر من 11 مليار دولار أمريكي بحلول عام [13]2028. وهذا، بالتأكيد، ليس سوى البداية.
سيارات أجرة ذاتية القيادة بأحدث التقنيات
يرى مراقبو الصناعة أن الإثارة تبدأ عند المستوى 4 وما فوقه. فهذا المستوى من الآلية نادرا ما يتطلب تدخل المرء في عمل المركبة، وهو ما يسمح للركاب بحرية ممارسة أنشطة أخرى خلاف مراقبة الطريق.
وليس من المنتظر أن تنتشر المركبات التي تقع عند هذا المستوى من التطور على نطاق واسع قبل منتصف عشرينات هذا القرن، وسوف تقتصر في البداية على الأسواق الصديقة للتكنولوجيا مثل الولايات المتحدة والصين. ويمكن أن يعقب ذلك بوقت قصير النقل الآلي بالشاحنات لأغراض صناعة اللوجستيات.[14]
أما حالات التجارب التي تجرى على نطاق ضيق فتمثل أمرا مختلفا تماما. فعلى الصعيد العالمي، تقوم مجموعة من الشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا بالاستفادة من المبادرة وتطوير مركبات ذاتية القيادة.
وفي العام الماضي، بدأت شركة “موشينال”، التي يقع مقرها في الولايات المتحدة وتدعمها هيونداي، تجارب المستوى 4 على الطرق العامة. ويتمثل الهدف من سيارات الأجرة ذاتية القيادة التي أطلقتها الشركة في لاس فيجاس في الوصول إلى مستوى القيادة بدون سائق بشكل كامل بحلول عام 2023 قبل ان تنتشر فيما بعد في الولايات المتحدة.[15]
وتعلق شركة برمجيات القيادة الذاتية آرجو ايه اي ( للذكاء الاصطناعي) الآمال على الطفرة التي تحققت في مجال القيادة الذاتية من خلال شراكتها مع شركة فورد العملاقة في الصناعة. وفي شهر ديسمبر من العام 2021 وعلى شبكة ليفت للتنقل، تم إطلاق أول أسطول من مركبات فورد ذاتية القيادة – والذي يتطلب حاليًا وجود سائقين آمنين – في ميامي بفلوريدا[16]. وفي حالة نجاح ذلك، سيتمثل الهدف في نشر المركبات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في ولايات أمريكية أخرى في عام 2022.
من ناحية أخرى، توفر شركة وي مو Waymo التي تمولها جوجل خدمة وي مو ون Waymo one ، وهي خدمة مخصصة لنقل الركاب بدون سائق على طرق معينة داخل ضواحي فينيكس بالأريزونا. وتقوم الشركة حاليا بإخضاع الخدمة للتشغيل التجريبي في سان فرانسيسكو.[17]
وكمدينة ذكية شهيرة، تعتبر سان فرانسيسكو موطنا لكروز 31 التي تملكها شركة جنرال موتورز، والتي تم طرح خدمتها لسيارات الأجرة بدون سائق في فبراير 2022 بعد تجارب مكثفة استمرت طوال عام 2021. وفي الصين، أصبحت شركة أتو اكس AutoX التي تدعمها علي بابا Alibaba الأولى في الدولة في نشر سيارات الأجرة ذاتية القيادة، وهي تقوم حاليا بتسيير اساطيل في مناطق مختارة من شنتشن، وقوانغتشو، وشنجهاي، وبكين[18][19]
وعلى الرغم من الزخم الذي يدعم تقنية القيادة الذاتية بقوة، تلوح في الأفق بعض العراقيل التي قد تبطئ من سرعة اعتماد هذه التقنية.
وبعد إجراء الدراسات الاستقصائية، سلطت الشركات المصنعة للمعدات الأصلية والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والمحيط الهادئ الضوء على ثلاث نقاط مثيرة للقلق فيما يتعلق بهذا الأمر. وتتمثل هذه النقاط في: الافتقار إلى توحيد اللوائح المنظمة، والعجز التقني، وطلب العملاء.
- اللوائح: تؤكد الأدلة بقوة على غياب اللوائح التنظيمية الموحدة. فبدلا من تنسيق الجهود، تقوم بعض الدول الأوروبية بسن القوانين بشكل مستقل. وفي الصين تظهر لوائح مختلفة في كل بلدية.
- التكنولوجيا : يُعتبر تحقيق المزيد من التطور في برمجيات وضع المفاهيم والتنبؤ واتخاذ القرار، والذي يتطلب على الأرجح عدة مليارات من الدولارات كاستثمارات إضافية، ضروريًا للإطلاق المركبات من المستوى 4 وما فوق على نطاق واسع.
- الطلب: يحظى كل حادث تصادم يشمل مركبة ذاتية القيادة باهتمام إعلامي أكبر مقارنة بالحوادث التي تحدث بسبب بشري.
وحيث أن اختيار العميل سيحدد في النهاية سرعة نجاح التكنولوجيا الذكية، فإنه من المنتظر أن يتغير الرأي العام حال تطوير خاصية واحدة، ألا وهي: السلامة والأمان.
رحلة أكثر أمانًا واستدامة وذكاءًا
تشير البيانات الصادرة عن شركة تسلا الرائدة في مجال المركبات ذاتية القيادة إلى أن معدل الوفيات يبلغ حالة واحدة لكل 320 مليون ميل يتم قطعها في مركبة ذاتية القيادة. ومن المفيد مقارنة ذلك بمعدل وفيات حوادث المركبات التي يقودها البشر والذي يبلغ وفاة واحد لكل 100 مليون ميل[20]. وفي بلد مثل الولايات المتحدة، التي تسجل ما يقرب من 37،000 حالة وفاة مرتبطة بالسيارات سنويًا ، يمكن أن يترجم الاعتماد الواسع النطاق للمركبات ذاتية القيادة إلى إنقاذ آلاف الأرواح سنويًا.[21]
إذن، ما هي تقنيات السلامة التي تبرر تزايد الثقة في السائق الرقمي مقارنة بالإنسان؟[22]
تعمل أجهزة التوجيه وأجهزة الاستشعار المدارة بواسطة الكمبيوتر بتناغم تام لغرض نقل السيارة إلى وجهتها وإبقائها على الطريق. كما تقوم أجهزة الاستشعار هذه بعمل مسح للمناظر الطبيعية (ليس فقط المناظر الطبيعية الثابتة، ولكن أيضًا العوامل المتغيرة مثل المشاة والمركبات الأخرى) وتتفاعل مع الأحداث غير المتوقعة بشكل أسرع من أكثر البشر يقظة.
كما يمكن للتقنيات الذكية تشخيص المشكلات ذاتيًا، بل وحل المشكلة ذاتيا عندما يكون ذلك ممكنًا، وتنبيه خدمات الاصلاح تلقائيًا إذا لزم الأمر، وهو ما يجنبنا المواقف التي تتقطع فيها السبل بالبعض في ظروف خطرة في بعض الأحيان.
إضافة إلى ذلك، تضمن أجهزة مراقبة تدفق حركة المرور المدمجة وصول الركاب إلى وجهاتهم بشكل أسرع – وبسلامة على الأرجح – وبسرعات أقل وأكثر أمانًا. وعندما تمثل السيارات ذاتية القيادة القاعدة وليس الاستثناء، ستكون المركبات قادرة على “مخاطبة” بعضها البعض لتنظيم حركة المرور على مستوى المدينة بشكل أكثر كفاءة.
ومن المنتظر أن يتوافق انتشار تطبيق الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات مع انتشار المدن الذكية المستدامة. ومن المتوقع أن تسهم تقنية الجيل الخامس للاتصال ليس فقط في تحقيق الاتصال الفوري من مركبة إلى أخرى (V2V) ولكن سيشمل ذلك أيضا تحقيق الاتصال بين المركبات وكل ما يحيط بها(V2X) . بعبارة أخرى، ستتمكن سيارتك من الدخول في علاقة تكاملية مع البيئة التي تعبرها.[23]
وتضمن المكابح الاتوماتيكية، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة التحذير من الاصطدام، تباطؤ سلس في حالات الطوارئ، دون إغلاق العجلات الخلفية. وبالمثل، فإن التدخل في التوجيه يزيد من فرص تحقيق التوقف بعناية وتحكم تام عندما يحدث ما هو غير متوقع.
ومع ضمان السلامة وتهميش الدور التقليدي “للسائق” أكثر من أي وقت مضى، يمكن للمصنعين وشركات التكنولوجيا التركيز على تخصيص تجربة القيادة. وهنا يكمن دور التكنولوجيا الذكية في توجيه تطوير المفاهيم التقليدية للقيادة.
لمحة عن تكنولوجيا الغد
إذا كنت تعتبر نفسك في طليعة التكنولوجيا لأنك تستطيع توصيل هاتفك المحمول بسيارتك، فاستعد لقفزة أخرى إلى الأمام ستتحقق في السنوات القادمة، حيث قد يمكنك التحكم في سيارتك من خلال ساعتك الذكية أيضًا. لتنسَ المفاتيح والأزرار والأضواء – إذا كنت ترغب في بدء تشغيل المحرك، أو فتح الباب، أو تشغيل المصابيح الأمامية ، أو ضبط درجة الحرارة الداخلية أو حتى الاتصال بمساعدك الشخصي الافتراضي، فبإمكانك أن تفعل كل ذلك من ساعتك المثبتة على معصمك .
استعد أيضًا لشاشات تفاعل داخل سيارتك تشبه تلك الموجودة في هاتفك الذكي وتتفاعل معها. وهذه ليست مجرد أدوات للوصول إلى الإنترنت أو الاتصال بالأصدقاء، ولكنها بمثابة أنظمة ترفيه شخصية. فالموسيقى والأفلام والكتب وألعاب الفيديو الخاصة بك متاحة بمجرد تحريك يدك أمام جهاز استشعار ذكي مصمم للتعرف على الإيماءات ثلاثية الأبعاد.
وتظهر كل يوم تصاميم مختلفة للسيارات التي تتميز بألواحها الشمسية الخاصة بشحن بطاريات السيارات الكهربائية ذاتيا أثناء القيادة. وقد تسمح التكنولوجيا الحالية بأكثر من 20 ميلاً إضافيًا فقط من القيادة في اليوم، وذلك يمكن أن يحدث فرقا بين القدرة على بلوغ إلى نقطة الشحن التالية من عدمه .[24]
وإذا كنت ترغب في قيادة السيارة بنفسك بدلاً من الاعتماد على نظام الملاحة المدمج، فإن الزجاج الأمامي الذكي سيعرض إشارات الطريق بدقة 4K – بالإضافة إلى مجموعة من المعلومات الأخرى التي تهم السائق، مثل حدود السرعة ونطاقات الوقود.
ومع استمرار تحول التكنولوجيا من الملموس إلى الافتراضي، تحظى التطبيقات بنصيب أكبر في المستقبل. ولعل استغلال الجيل التالي من أنظمة الذكاء الاصطناعي، سيجعل جدوى تلك التطبيقات بلا حدود. فتوقع تطبيقات لمراقبة أمن السيارة أو تحسين استهلاك الوقود، وتطبيقات تلعب دور المساعد الرقمي، وأخرى تتعرف على صوتك ووجهك وتدفع بك إلى مكالمة افتراضية، بل تطبيقات تحذرك عبر جهازك المحمول إذا تركت بطريق الخطأ طفلًا أو حيوانًا في سيارتك في يوم حار.[25]
وخلاصة القول أن التطبيقات بإمكانها تجميع واستيعاب بياناتك بشكل آمن وبالتالي معرفتك كما تعرف أنت نفسك، من الجانب العملي (ويشمل ذلك – على سبيل المثال – الرحلات التي تقوم بها بانتظام) وحتى أبسط التفاصيل (مثل المستوى المفضل لديك من الإضاءة) وكل ما يقع بينهما.
وتتعاقب فوائد ثورة التكنولوجيا الذكية …
مع تسجيل المزيد من الأميال التي يتم قطعها بسيارات آلية (وشبه آلية) حول العالم، تصبح شبكات التعلم التي ترتبط بهذه التقنيات أكثر سهولة وكفاءة. ونظرًا لتفوقها بشكل تدريجي على التقنيات التقليدية فيما يتعلق بكل من مدة الرحلة والسلامة، ومع اعتماد المزيد من المدن للتقنية الذكية، من المنتظر أن نحقق الوصول إلى نقطة التحول عندما تصبح أنظمة المستوى 3 للذكاء الاصطناعي هي القاعدة وليست الاستثناء – وعندما تتخطى أنظمة المستوى 4 و5 مرحلة الرسومات والتصميمات لتصبح حقيقة على الطريق.
ويقول فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة عبد اللطيف جميل، “يمكن أن توفر أنظمة القيادة الذكية حلا أسرع وأكثر ملاءمة وأكثر أمانا في مجال النقل لمجتمعنا”
“بإمكانها أن تخفف من الازدحام، وأن تقدم مستوى أفضل من السلامة للركاب وغيرهم من مستخدمي الطرق، كما يمكن أن تقدم تجربة قيادة أكثر جاذبية ومتعة.
إضافة إلى ذلك، يمكن لأنظمة القيادة الذكية أن تسهم في إنشاء مجتمعات حضرية أكثر مراعاة للبيئة واقتصادات أكثر كفاءة، وهي بذلك تؤدي دورا مهما في مسيرتنا نحو تحقيق الصفر الصافي للانبعاثات”،
لا شك أن صناعة السيارات تتحرك بسرعة كبيرة وتغير اتجاهها.
وبالجمع بين حاجتنا الملحة للتكنولوجيا الخضراء والإمكانات غير المحدودة للتكنولوجيا الذكية، يمكننا معاً أن نجعل عالم السيارات أكثر ملائمة للمستقبل.
وكيف سيبدو هذا المستقبل؟
توقف عن التفكير في سيارتك على أنها سيارتك وتوقف عن النظر إلى أدوات أسلوب حياتك على أنها رفاهية. تخيل بدلاً من ذلك أن ثمة نظامًا تكنولوجيًا مترابطًا، تتفاعل فيه قطعة واحدة من المعدات ما مع قطعة أخرى بسلاسة فتصبح سيارتك امتدادًا لمساحة معيشتك.
وقبل أي شيء، وحيث أن المركبات تقوم تدريجيًا بالمزيد من الوظائف الأساسية لعملية القيادة، فعليك أن تفكر في كيفية استثمار مساحات كبيرة من الوقت توفرها لك التكنولوجيا الذكية بشكل أفضل. فمن خلال الملاحة المرورية، والكفاءة البيئية، وتجنب المخاطر، ومواقف السيارات التي تتجه جميعها نحو أتمتة الذكاء الاصطناعي، يمكن للسيارات في السنوات القادمة أن تصبح محاور للأنشطة سواء كانت منتجة أو ممتعة – العمل والتواصل والترفيه. أما في الوقت الحالي، فنحن نجد أنفسنا عند مفترق طرق مع احتمالات لا حدود لها.
[1] https://www.iea.org/reports/global-ev-outlook-2021/trends-and-developments-in-electric-vehicle-markets
[2] https://www.iea.org/reports/global-ev-outlook-2021/prospects-for-electric-vehicle-deployment
[3] https://www2.deloitte.com/content/dam/Deloitte/cn/Documents/finance/deloitte-cn-fueling-the-future-of-mobility-en-200101.pdf
[4] https://www.sae.org/news/press-room/2018/12/sae-international-releases-updated-visual-chart-for-its-%E2%80%9Clevels-of-driving-automation%E2%80%9D-standard-for-self-driving-vehicles
[5] https://automatedtoyota.com/
[6] https://automatedtoyota.com/
[7] https://www.cadillac.com/world-of-cadillac/innovation/super-cruise
[8] https://www.volkswagen.co.uk/en/electric-and-hybrid/software-and-technology/driving-technology/autonomous-driving.html
[9] https://www.forbes.com/wheels/features/bmw-7-series-level-3-autonomy/#:~:text=BMW’s%20Level%203%20campaign%20will,a%20function%20you%20can%20buy.
[10] https://www.audi.com/en/innovation/autonomous-driving/driverless-test-drives-in-china.html
[11] https://edition.cnn.com/2021/09/02/business/audi-grandsphere-concept/index.html
[12] https://edition.cnn.com/2021/08/14/success/audi-skysphere-self-driving-concept/index.html
[13] https://www.fortunebusinessinsights.com/industry-reports/autonomous-cars-market-100141
[14] https://www.mckinsey.com/features/mckinsey-center-for-future-mobility/our-insights/whats-next-for-autonomous-vehicles
[15] https://fortune.com/2021/11/10/motionals-driverless-taxi-fleet-will-expand-worldwide-after-vegas-2023-launch-ceo-says/
[16] https://www.lyft.com/blog/posts/lyft-ford-and-argo-chart-a-path-to-a-self-driving-future-in-miami
[17] https://waymo.com/waymo-one/
[18] https://www.getcruise.com/
[19] https://www.forbes.com/sites/bradtempleton/2021/01/27/autox-opens-real-robotaxi-service-in-china-to-the-general-public/?sh=2dbc90915a6f
[20] https://www.autox.ai/en/index.html
[21] https://www.vox.com/2018/5/17/17362308/elon-musk-tesla-self-driving-autopilot-fatalities
[22] https://www.forbes.com/sites/lanceeliot/2019/05/30/essential-stats-for-justifying-and-comparing-self-driving-cars-to-humans-at-the-wheel/
[23] https://www.telegraph.co.uk/cars/driving-smart/in-car-smart-tech/
[24] https://www.just-auto.com/features/how-is-ai-impacting-the-automotive-industry/
[25] https://www.wired.com/story/ces-2021-highlights-liveblog-whole-show/
[26] https://www.nio.com/blog/our-future-smart-cars-will-be-embodied-digital-assistants